تتنامى الاحتجاجات في المغرب لتمتد إلى مختلف القطاعات التي تناضل من أجل تحصيل حقوقها المشروعة, خاصة مع ارتفاع حدة الطبقية و انهيار القدرة الشرائية التي دفعت بالآلاف من المغاربة للفرار جماعية, للبحث عن لقمة العيش في الضفة الأخرى, في المقابل يواصل المخزن مقاربته الأمنية و قمع الحركات لاحتجاجية.
و شهدت كلية الطب بعاصمة الرباط, أمس الأربعاء, تدخلا عنيفا لقوات الأمن ضد اعتصام سلمي لطلبة الطب وذويهم, مما أسفر عن اعتقال 15 طالبا وعدد من أولياء الأمور إلى جانب إصابة عدد من الطلبة بحالات إغماء بسبب التدخل القوي للأمن المخزني.
واستنكرت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان بالمغرب, هذا التدخل ” الوحشي” الذي أكدت أنه “خرق للدستور”, محملة الحكومة ورئيسها مسؤولية ما حدث و مطالبة اللجنة بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين, لتجنب تصاعد التوتر بين صفوف الطلبة, محذرة من أن المقاربة القمعية لن تؤدي إلا لمزيد من الاحتقان.
واستمرار في نضالها, نظم طلبة الطب العديد من الوقفات الاحتجاجية, اليوم الخميس, في جميع المستشفيات الجامعية بمشاركة الطلبة وأساتذتهم للتنديد بالعنف الممارس ضدهم.
من جهته, أعلن الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب, في بيان له, عن تنظيم احتجاجات يوم 27 أكتوبر 2024 أمام البرلمان بالعاصمة الرباط, و جعله “يوم غضب” رفضا “لسياسة الإقصاء و التغول” واستهداف الأمن الاجتماعي وحق المغاربة و العمال في العيش الكريم, بالإضافة إلى تهديد حقهم في الإضراب”, داعيا جميع المغاربة إلى التعبئة اللازمة لإنجاح الاحتجاجات.
كما طالب السلطات المغربية بتصحيح مسار السياسات ذات الوقع الاقتصادي والاجتماعي, وذلك باتخاذ إجراءات استباقية بالنظر إلى ما آلت إليه الأوضاع بالبلاد من تزايد منسوب الاحتقان الاجتماعي, وانخفاض منسوب الثقة في المؤسسات المنتخبة وفي قدرتها على الوفاء بعهودها والتزاماتها, مما “خلف حالة من تجدر اليأس والنفور لدى فئات واسعة من المواطنين وخصوصا الشباب منهم”, يضيف البيان.
من جانبها, قررت الهيئة الوطنية للمتقاعدين بالمغرب تنظيم احتجاجات يوم 1 أكتوبر 2024 أمام البرلمان, و ذلك في إطار الدفاع عن مكتسبات وحقوق المتقاعدين والمتقاعدات بالمغرب وتزامنا مع تخليد ذكرى يوم المسنين الذي يصادف فاتح أكتوبر من كل سنة.
ودعت الهيئة المغربية, في بيان لها, “كافة المتقاعدين والمتقاعدات إلى التعبئة والحضور بكثافة لإنجاح الوقفة الاحتجاجية المقررة يوم 1 أكتوبر 2024، ابتداء من الساعة الحادية عشر صباحا (11:00) أمام البرلمان.
بدوره, يعرف قطاع التعليم احتقانا كبيرا حيث قررت “التنسيقية الوطنية لأساتذة الزنزانة 10” إحياء اليوم العالمي للمدرس والذكرى السنوية الأولى للحراك التعليمي في 5 من أكتوبر, على وقع تنظيم إضراب وطني إنذاري شامل في ذات اليوم مع أشكال احتجاجية وحدوية.
جدير بالذكر أن الموسم الدراسي السابق شهد في نصفه الأول احتجاجات شلت المدرسة العمومية بشكل شبه كلي لمدة قاربت ثلاثة أشهر رفضا لنظام أساسي خاص بموظفي القطاع صادر عن الحكومة شهر أكتوبر من السنة الماضية.
وفي سياق ذي صلة, أعلنت هيئة المحامين بالمغرب, في بيان لها, عن عزمها مواصلة مسارها النضالي والمضي في تنزيل البرنامج “الترافعي التصعيدي” ضد مشروع قانون الإجراءات المدنية و مشروع قانون الإجراءات الجنائية إلى حين تحقيق مطالبها, مؤكدة وقوفها ضد “كل المناورات الهادفة للتضييق على المحاماة والتنكر لدورها الطبيعي في دولة الحق والقانون”.
هذا و تتواصل منذ 7 أكتوبر الماضي, الاحتجاجات المناهضة للتطبيع المخزني-الصهيوني, حيث أعلنت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين و الجبهة المغربية لدعم فلسطين و مناهضة التطبيع عن تنظيم مسيرة وطنية احتجاجية, بالعاصمة الرباط يوم الأحد 6 أكتوبر 2024 ابتداء من الساعة العاشرة صباحا, كما أعلنت العديد من الهيئات و الأحزاب السياسية المشاركة فيها