اکدت صحيفة نيويورك تايمز في تقریر لها ،الیوم الاربعاء ان القوات الروسية تعافت من الصدمة الأولية بعد أسبوعين من شن أوكرانيا هجومها المفاجئ في كورسك، وهي تحاول الآن استخدام الحرب المتوسعة لمصلحتها في ساحة المعركة.
وأوضحت الصحيفة -في ذات تقرير بقلم أناتولي كورماناييف من برلين- أن التقدم الأوكراني السريع يشكل للمنظور الروسي فرصة لاستنزاف القوات الأوكرانية المحدودة بشكل أكبر، وتحقيق مكاسب في مناطق أخرى من الجبهة.
حتى إن محللين عسكريين روسيين قالوا إن هذا النصر السياسي القصير الأجل للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد يتحول إلى هزيمة إستراتيجية وفخ للجيش الأوكراني.
وأكد عالم السياسة فاسيلي كاشين أن توسع الحرب إلى كورسك سيسهم في إطالة أمد حرب الاستنزاف التي تمتلك فيها روسيا موارد تفوق الجانب الأوكراني.
وقال التقرير -استنادا إلى محللين- إن الغزو الأوكراني قد يتسبب في تقوية قبضة الكرملين على السلطة بدلا من إضعافها. وكتبت عالمة السياسة الروسية تاتيانا ستانوفايا -على وسائل التواصل الاجتماعي- أن “غزو كورسك ضربة لسمعة الكرملين، ولكن من غير المرجح أن يؤدي إلى زيادة كبيرة في السخط الاجتماعي أو السياسي بين السكان، ولن يؤدي إلى تمرد النخبة”.
ومن بين الخيارات المتاحة أمام الجنرالات الروس، وفقًا للمحللين، هي محاولة تجديد حشد قوة عسكرية لسحق تجمعات القوات الأوكرانية في كورسك، أو استخدام جهاز الطيران الحربي الروسي لضرب القوات وإجبارها على التراجع التدريجي.
وتقول أوكرانيا إنها تسيطر على ما يقرب من 1036 كيلومترا مربعا من الأراضي الروسية بعد أسبوع واحد من القتال، وإنها أسرت المئات، ولكن مع توتر خطوط الإمداد الأوكرانية وسحب روسيا للتعزيزات، انخفضت وتيرة التقدم كثيرا في الأسبوع الثاني، ولم تعد أوكرانيا تهدد أي أهداف إستراتيجية، مثل محطة كورسك النووية وعاصمة المقاطعة.
ورغم أن أثر اجتياح كورسك على المدى البعيد لا يزال غير واضح، فإن من المؤكد أنه وسّع جبهة القتال بمقدار نحو 155 كيلومترا إضافيا، فزاد الضغط على كلا الجانبين، حسب الكاتب.
وفي نهاية المطاف، يقول المحللون الروس إن توسع الحرب إلى مناطق جديدة سوف يصب في مصلحة الجانب الذي يتمتع بموارد أكبر، وهو بالطبع روسيا التي لديها 3 أضعاف عدد سكان أوكرانيا وقاعدة صناعية أكبر.