أطلقت جمعيات المجتمع المدني نداءات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل الاستعداد للتغيرات المناخية المرتقبة، حيث ستشهد العديد من المناطق تساقط أمطار معتبرة، مع دخول شهر سبتمبر.
حيث نشرت جمعيات المجتمع المدني بلاغات تحذر من إلقاء القمامة داخل البالوعات، والمساهمة في تنظيفها بالتنسيق مع مختلف المصالح والجمعيات الخيرية، وجاءت هذه المبادرة لتفادي وقوع فيضانات بسبب انسداد البالوعات، وهي الظاهرة التي أصبحت تتكرر كل سنة.
وتكملة للإجراءات الاستباقية للوقاية من الفيضانات وتحسبا للتقلبات الجوية المرتقبة وتساقط أمطار الخريف، شرعت عدة جمعيات ومصالح ولائية في عمليات تنظيف البالوعات والمجاري والمسالك المائية، وكذا شبكات الصرف الصحي من مياه الأمطار وذلك تحضيرا لموسم الخريف والوقاية من التقلبات الجوية، حيث دعت عدة مصالح بمختلف مناطق الوطن خاصة التي تشهد تساقط معتبر من الأمطار سنويا، عبر نداءات ومنشورات بمواقع التواصل الاجتماعي، وصفحاتها الرسمية، إلى تجنب المخاطر والكوارث التي تنجم عن سقوط الأمطار الخريفية، من خلال دعوة المواطنين للمساهمة في حملات لتنظيف المحيط، منذ مطلع شهر أوت الجاري وإلى غاية شهر سبتمبر المقبل، حيث تم التركيز على النقاط السوداء، خاصة التي تعرف وجود كثافة سكانية كبيرة والمجمعات السكنية والأحياء الشعبية.
وفي سياق ذلك، أعلنت مصالح الديوان الوطني للتطهير بوحدة المسيلة من جهتها، منذ أيام، عن القيام بحملة كبرى على مستوى ولايتي المسيلة وسطيف، لتنظيف الأودية وتنقية البالوعات ومجاري مياه الأمطار، حيث قامت ذات المصالح بتطهير أنظمة الصرف ومجاري المياه، كما وجهت دعوات للمواطنين للتنظيف أمام منازلهم ونزع القمامة وأغصان الأشجار وغيرها من النفايات والأتربة التي تتسبب في انسداد البالوعات وقنوات الصرف، كما سينظم للحملة ذاتها جمعيات وأصحاب آلات الأشغال العمومية والشاحنات من أجل المشاركة بقوة في هذه الحملة.
وبالمناسبة، تحدث الخبير في الموارد المائية حسان كريم عن استغلال مياه الأمطار وبلك يتم رد الاعتبار لبعض الأودية، مضيفا أنه مع اقتراب فصل الخريف الذي يشهد كميات معتبرة من التساقط نوعا ما، بإنشاء قنوات خاصة لتوجيه المياه نحو السدود والمحميات، قائلا إن هذه المشاريع تعتبر استراتيجية مهمة لحماية المدن والقرى من خطر الفيضانات والسيول، خاصة ونحن نعيش فترة من التغيرات المناخية، يضيف المتحدث- ستشهد المنطقة تساقطا معتبرا في الأمطار وفي غير أوقاتها أيضا، وهو ما يتسبب عادة في حدوث فيضانات وسيول جارفة ومتلفة للبنايات والأراضي الزراعية والمحاصيل بشكل أخص.
وأضاف المتحدث، أن هذه السدود تنجز عادة لحماية المدن من الفيضانات، وبحكم تواجد أغلب مدننا بالمنخفضات، فهي معرضة دائما لأخطار السيول، كما سيسمح ذلك بالتحكم في مسار الأودية وتوجيهها نحو مناطق معينة، بحيث تسمح لها بالنفاذ في تجويفات أرضية لتجديد المياه الجوفية، وعدم ضياعها في البحر، خاصة ونحن نعيش في منطقة شبه جافة ومعرض لخطر الجفاف مستقبلا، وتابع المتحدث، أن هذه القنوات غير مكلفة من الناحية المادية ولا تتطلب ميزانية كبيرة، غير أنها تساهم بشكل كبير في حماية مدننا من الغرق، إلى جانب دورها المهم في حماية الثروة المائية وترشيدها بطريقة جيدة.