كشف رئيس الجمعية الوطنية لوكالات السياحة والسفر، برجم محمد أمين، عن جملة من المقترحات تم عرضها للسلطات العليا لرفع مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي للجزائر، والذي لا يزال اليوم يلامس 3 بالمائة، حيث يفترض أن يصل على الأقل 8 بالمائة.
ويؤكد برجم، أن ميدان السياحة يجب أن يحظى باهتمام واسع للسلطات خلال الخمس سنوات المقبلة، لبلوغ 300 ألف سرير كطاقة استيعاب في الفنادق، وهو ما من شأنه أن يسهم في كسر الأسعار، التي بلغت هذه الصائفة لأول مرة بالفنادق 8000 دينار لليلة بعد تخفيضات استثنائية، في حين يفترض توفير غرف عائلية بسعر يقل عن 5 آلاف دينار.
وقال برجم في تصريح لـ”الشروق”، إن السلطات نجحت هذا الموسم في تخفيض أسعار الغرف الفندقية نسبيا للعائلات الجزائرية مقارنة بالسنوات الماضية وهو ما أدّى إلى شبه امتلاء الفنادق التي تقدّر طاقتها الاستيعابية سنة 2024 بـ170 ألف سرير، حيث بلغت نسبة الحجز على مستوى معظم الفنادق مائة بالمائة بين شهري جويلية وأوت وهي فترة الذروة للسياحة الداخلية، ويتعلّق الأمر بالدرجة الأولى بالولايات الساحلية الأربعة عشر.
كما أوضح المتحدّث، أن طاقة الاستيعاب بالفنادق كانت تعادل سنة 2019 ما يصل 120 ألف سرير، حيث تم إنجاز 50 ألف سرير في ظرف 5 سنوات، بفضل رفع التجميد عن عدد ضخم من المشاريع السياحية وذلك ضمن البرنامج الذي بادر به رئيس الجمهورية بداية من سنة 2021 لإزاحة العراقيل التي تجابه المشاريع الاستثمارية، في حين أكد أن انخفاض الأسعار اليوم مرتبط ببلوغ على الأقل طاقة استيعاب تعادل 300 ألف سرير، الأمر الذي سيخلق منافسة بين الفنادق ويضبط قاعدة العرض والطلب.
وثمّن في نفس السياق، دخول عدد من المشاريع حيز الخدمة هذه الصائفة ويتعلّق الأمر بالدرجة الأولى بالفنادق والمركبّات السياحية والشقق الفندقية، لاسيما ببعض المناطق التي كانت تفتقد للفنادق والنزل على غرار ولاية جيجل، ودعا أيضا إلى التعجيل في فتح مكاتب صرف مثلما ينص عليه القانون النقدي والمصرفي الجديد، وهو ما سيساهم في إنعاش السياحة الجزائرية، وتسهيل التحويلات المالية للأجانب وحتى أبناء الجالية القادمين إلى أرض الوطن.
وشدّد برجم على أن التخفيضات التي كانت قد أعلنت عنها وزارة السياحة والصناعة التقليدية بداية الموسم بالتنسيق مع مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري، وأيضا العروض التي اقترحتها بالدرجة الأولى شركة طيران “الخطوط الجوّية الجزائرية” والذي حمل تسمية “أسرة” وتضمن تخفيضات بلغت 70 بالمائة، ساهمت في ارتفاع نسبة إقبال الجالية على الوطن وانتعاش السياحة الجزائرية، مشدّدا على أن عروض من هذا النوع يفترض أن تنطلق شهر أفريل وتستمر إلى نهاية أكتوبر من كل سنة، وهي مدّة كافية لتوزيع السياح على الفنادق وضمان انتعاش القطاع.
بالمقابل، أشاد المتحدث بالتسهيلات التي يتم تقديمها من طرف السلطات، فيما يتعلق بالتأشيرة السياحية والتي تمنح لزائري الجنوب على مستوى الحدود، إلا أنه دعا إلى تمكين عدد أكبر من الاستفادة منها وعدم جعلها مرتبطة فقط بزوار الولايات الجنوبية، مشيرا إلى أن التحضير لموسم السياحة الشتوية، والذي يشهد توافدا للأجانب على الولايات الجنوبية قد انطلق من الآن، حيث تستهدف الوكالات السياحية تحقيق رقم قياسي هذه السنة.
ويرى برجم أن الحل الأمثل للنهوض بقطاع السياحة هو تشييد الهياكل والمنشآت الفندقية ومراكز الإيواء والاستقبال، وتحسين نوعية الخدمات وتخفيض الأسعار نتيجة ارتفاع نسبة العرض، حيث أن مثل هذه الجهود ستؤهّل الجزائر التي تزخر بإمكانات سياحية استثنائية من منافسة دول الجوار والتفوّق عليها.
م.فريال